الشيخ عبد العزيز بن باز
في موقع الإمام ابن باز قال رحمه الله:” ولدت في عام 1330هـ في الثاني عشر من ذي الحجة ونشأت والحمد لله يتيمًا في حضانة والدتي رحمة الله تعالى عليها، وكان والدي توفى في ذي القعدة من عام 1333هـ، وأنا في السنة الثالثة من عمري. ودرست القرآن، وحفظته قبل البلوغ.
وكانت دراستي على الشيخ الكريم- رحمه الله تعالى عليه- عبدالله بن مفيريج وكانت له مدرسة في شمال مسجد الشيخ عبدالله – رحمة الله تعالى عليه- المسمى أخيرًا مسجد الشيخ: محمد بن إبراهيم – رحمة الله تعالى عليه – في بلد الرياض، ثم شغلت بطلب العلم على المشايخ في الرياض.
ومن أول من قرأت عليه: شيخنا العلامة: قاضي الرياض الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن حسين بن محمد بن عبدالوهاب – رحمة الله تعالى عليهم – جميعًا، وكان ذلك في حدود السنة: 1344، 1345 هـ إلى أن تعينت قاضيًا في الخرج في عام 1357ه وقرأت عليه ما جرت عليه العادة أن يقرأه الطالب في ذلك الزمان من كتب الشيخ: محمد بن عبدالوهاب، ثلاثة الأصول، كتاب التوحيد، كشف الشبهات.
وقرأت عليه أيضاً: في عمدة الحديث للشيخ: عبدالغني بن عبدالواحد بن سرور المقدسي. عليه رحمة الله. ولا أذكر الآن هل قرأت عليه العقيدة الواسطية أم لا.
ثم قرأت على فضيلة شيخنا العلامة الكبير الشيخ: محمد بن إبراهيم-عليه رحمة الله- ولازمته كثيرًا نحو عشر سنين أو أكثر، وقرأت عليه جميع العلوم الدينية التي يقرأها الطلبة في ذلك الوقت في الفقه والحديث والنحو وسمعت عليه كتبًا كثيرة من الكتب الستة ومن غيرها. رحمة الله عليه.
وكانت مجالسة عامرة بالعلم في المسجد وفي البيت رحمه الله، وكان يجلس بعد صلاة الفجر في المسجد إلى طلوع الشمس يقرأ عليه الإخوان في بلوغ المرام، وفي النحو وفي زاد المستقنع مختصر المقنع، وفي كتاب التوحيد في بعض الأحيان.
ثم يقوم رحمة الله عليه، ويجلس في بيته غالب الضحى فيقرأ عليه المختصرات والمطولات- رحمه الله تعالى- إلى أن يشتد الضحى، ثم يجلس بعد الظهر فيقرأ عليه بعد الظهر في وقت الصلاة في المطولات وأنا من جملة من يحضر، فيقرأ ويشارك في استماع الدروس، وهكذا بعد العصر-رحمه الله- إلى قرب الغروب، وهكذا بعد المغرب، يجلس بعد المغرب لقراءة الطلبة في الرحبية في علم الفرائض، وكنت ممن درس عليه الرحبية مرات –رحمه الله- وأخذت عنه علم المواريث أنا وجملة من المشايخ الذين تولوا القضاء وغيرهم – رحمة الله عليهم- وبارك الله في الأحياء منهم.
وكانت مجالسه عامرة بالعلم، والتوجيه إلى الخير، والنصح لله ولعباده والإجابة على أسئلة الطلبة مع العناية بالدليل، والترجيح. فجزاه الله عنا وعن العلم وأهله وعن جميع المسلمين أفضل الجزاء وبارك في ذريته وجعلهم صالحين موفقين.
وقرأت أيضًا. عليه في أصول الفقه ومصطلح الحديث، وقرأت عليه جملة كتب الشيخ محمد – رحمه الله- من كتاب التوحيد، وثلاثة الأصول، والعقيدة الواسطية، وكشف الشبهات، وأصول الإيمان،و الإسلام- رحمه الله-، وسمعت عليه كثيرًا من مؤلفات الشيخ أيضًا-رحمه الله- منهم مختصر السيرة النبوية، وسمعت عليه أيضاً الكتب الستة- رحمه الله- بقراءة كثير من الطلبة، وسمعت عليه جملة من مدارج السالكين للعلامة ابن القيم- عليه رحمه الله- في شرح منازل السائلين.
وسمعت عليه من ذلك في قراءة بعض الإخوان، وسمعت جملة أيضاً من معالم السنن للخطابي عن أبي داود في قراءة بعض الإخوان، وسمعت عنه كتبًا أخرى لا أذكرها الآن كثيرة رحمه الله تعالى.
وقرأت أيضًا على الشيخ محمد بن فارس- رحمه الله رحمة واسعة- في النحو خاصة في عام 1344ه، وقرأت أيضًا على الشيخ سعد بن حمد بن عتيق القاضي في الرياض بالبادية- رحمه الله-، وكان يصلي في الجامع الكبير ويجلس هناك وقرأت عليه هناك أبوابًا من كتاب التوحيد، وكان عالمًا فاضلًا جليلًا-قدس الله روحه- وأصلح ذريته، وقرأت أيضًا على فضيلة الشيخ محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب-رحمة الله تعالى على الجميع-، في بيته-رحمه الله-
في كتب العقيدة، في كتاب التوحيد وغيره من الكتب الأخرى التي لا أذكرها الآن.
وقرأت أيضاً في علم التجويد على الشيخ سعد وقاص البخاري في مكة سنة 55ه لأني صمت رمضان هناك في ذاك العام وقرأت عليه بعد رمضان في شوال وذي القعدة سورًا كثيرة من القرآن الكريم وتلقيتها إلا التجويد وبعض الأحكام-رحمه الله- في عام 1355 هـ وأخذت اجازة في كتب كثيرة من الشيخ العلامة عبدالحق الهاشمي، وكان مدرسًا في مكة المكرمة.
وتوليت القضاء في عام 1357هـ في منطقة الخرج كان ذلك في جمادي الآخر من هذا العام عام 1357هــ إلى نهاية عام 1371هـــ، كانت المدة أربعة عشر سنة ونصف سنة ثم نقلت من منطقة الخرج من القعتاء بالتدريس في المعهد العلمي لما فتح في الرياض عام 1371هـ، وكان التدريس فيه في عام 1372هـــ في معهد امام الدعوة ثم في كلية الشريعة بعد ما فتحت إلى عام 1380هـــ، وبعد ذلك انتقلت إلى المدينة وعينت نائبًا لرئيس الجامعة وهو شيخنا العلامة: محمد بن إبراهيم –رحمة الله عليه-، عينني سماحته نائبًا عنه في هذه الجامعة بموافقة الملك الكريم: سعود بن عبدالعزيز. رحمه الله، وسافرت إليها في جمادي الأولى من عام 1381هـ وباشرت العمل هناك بالجامعة الإسلامية إلى شوال من عام 1395هــ.
ثم عينت في 14شوال رئيساً عاماً لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، وأنا الآن في هذا العمل وأسأل الله العون والتوفيق والتسديد وصلاح النية والعمل.
وكنت في هذه المدة التي أقمتها في المدينة أُلقي بعض الدروس في المسجد النبوي بين المغرب والعشاء، ورتبت بعض الدروس في المسجد النبوي بعد العصر بعض الزمان ثم تركت ذلك لمضايقة الأعمال.
وكتبت ما شاء الله من الكتابات في مصالح المسلمين والرد على بعض من حاد عن الطريق وهي منشورة في أيدي ما بين الناس وستنشر إن شاء الله في كتابي الجديد وهو جمع مقالاتي وفتاواي في مجلدات تنشر بين الناس، إن شاء الله وقسمت منها المجلد الأول وطبع كثير منها بصفة مفردة، أسأل الله أن ينفع بها المسلمين وأن يجعلنا وإياكم موفقين وهداة مهتدين).
نقلت الترجمة من موقع الإمام ابن باز على هذا الرابط: لقاء حول سيرة الشيخ ومسيرته
وكانت وفاته رحمه الله في فجر يوم الخميس السابع والعشرين من محرم سنة 1420ه، وصلي عليه من الغد بعد صلاة الجمعة في المسجد الحرام بمكة المكرمة، ودفن في مقبرة العدل بمكة، وصلي عليه صلاة الغائب في جميع مساجد المملكة بعد صلاة الجمعة رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان.
أ