عبد الله بن محمد بن حميد

عبد الله بن محمد بن حميد

هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين بن حميد، ينتهي نسبه إلى “بني خالد” القبيلة المعروفة.

ولادته:

ولد في مدينة الرياض في (٢٩/١٢/١٣٢٩ه)، وتوفي والده وهو في السنة الثانية من عمره، وتوفيت والدته وهو في السنة السادسة من عمره، وكفَّ بصره وهو صغير بسبب مرض الجدري.

طلبه للعلم:

لم يكن فقدُ بصره عائقا له عن طلب العلم، حيث قرأ القرآن وحفِظه على المقرئ علي بن محمد بن مديميغ، وكان متقناً ضابطاً، ثم بعد ذلك استظهره وقرأه مجوَّدا على إمام المسجد الحرام الشيخ عبد الظاهر أبو السمح رحمه الله، وبعد ذلك أخذ في طلب العلم بهمَّة ونشاط ومثابرة.

مشائخه:

الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ قاضي الرياض، الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، الشيخ حمد بن فارس، الشيخ سعد بن حمد بن عتيق، سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (ت ١٣٨٩هـ)،ـ علّامة الجزيرة ومفتيها فهو شيخه الأكبر، فقد أخذ عنه جُلَّ علومه ومعارفه في كل الفنون.

وقد وهبه الله رغبة في العلم وحب التحصيل والاستزادة من العلوم والمعارف بشتّى أنواعها وفنونها، من الشرعية والعربية والأدبية أصولا وفروعا فتأهّل وبرز بين الأقران.

أعماله:

 عيّنه الملك عبد العزيز قاضيا في العاصمة الرياض، وذلك في محرم (١٣٥٧ه)،ـ وله من العمر ثمانية وعشرون سنة، ثم انتقل إلى قضاء منطقة سدير بطلب من الملك خلفا للشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري رحمه الله (ت١٣٧٣هـ)،ثم قاضيا في بريدة، وصار هو المرجع في القضاء والإفتاء والتدريس والإمامة والخطابة، وصار له القبول التام في المنطقة.

وفي عام (١٣٧٢ه) انتدبه الملك إلى الحجاز للنظر في قضايا مختلفة، فمكث سنة كاملة متنقلا بين محاكم مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدّة، والطائف للبتّ في قضايا عويصة طال فيها النزاع وتشابك فيها الخصوم.

وفي ٢٩ من شعبان من عام (١٣٧٧ه) طلب الإعفاء من قضاء القصيم، فرفع الرغبة إلى الملك سعود فأجيب طلبه بعد مراجعات وإلحاح شديد ثم تفرغ للتدريس.

وفي عام (١٣٨٤ه) اختير ليكون رئيسا للرئاسة العامة للإشراف الديني على المسجد الحرام عند أول تأسيسها، فانتقل إلى مكة المكرمة واستقر فيها وباشَر عمله فرتّب إدارتها واهتمّ بتنظيم شؤون المسجد الحرام، واتسعت دائرة اتصالاته بالعلماء في الحرمين وغيرهم من الوافدين من أهل العلم والصلاح في مواسم الحج والعمرة، وشرع رحمه الله في التدريس بالمسجد الحرام والوعظ والإرشاد والإفتاء، كما رغب في إنشاء “معهد الحرم المكي” داخل أروقة المسجد الحرام، فتم تأسيسه عام (ه١٣٨٤) ليكون معادلا للمرحلة الثانوية والمتوسطة، واختار له المعلمين العلماء الأكفاء فكان نبتة صالحة تخرَّج منه الأفواج تلو الأفواج.

وفي عام (١٣٩٥ هـ) عيّنه الملك خالد رئيسا لمجلس القضاء الأعلى، ليكون المرجع النهائي في القضاء، واستمر في رئاسته حتى وافاه الأجل، فكان رحمه الله محمود السيرة، حريصا على توجيه القضاة وتذكيرهم بمهمات أعمالهم، حافظا لحقوقهم، حاميا لجنابهم، كما كان قوي الموقف فيمن يخالف.

كما طلُب منه التدريس في المعهد العالي للقضاء حينما أنشئ عام (1386ه) فوافق واستمر في التدريس كل عام.

وكانت له مشاركته وعضويته ورئاسته لعدد من المجالس والهيئات والمؤتمرات منها:

عضو مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة، رئيس المجمع الفقهي في رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، رئيس لجنة جائزة الدولة التقديرية، عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، عضو المجلس الأعلى العالمي للمساجد في الرابطة، عضو المؤتمر العالمي لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة.

مؤلفاته:

للشيخ، رحمه الله، مؤلفات كثيرة من أبرزها:

  • التوحيد وبيان العقيدة السلفية النقية.
  • الدعوة إلى الله وجوبُها وفضلها وأخلاق الدعاة.
  • الدعوة إلى الجهاد في القرآن والسنة.
  • من محاسن الإسلام. توجيهات إسلامية.
  • الرسائل الحسان والرد على يسر الإسلام.
  • غاية المقصود في الرد على ابن محمود.
  • تبيان الأدلة في إثبات الأهلة وهداية المناسك.
  • كمال الشريعة.
  • دفاع عن الإسلام.
  • الإبداع في شرح خطبة الوداع. وله فتاوى كثيرة متفرقة

تلاميذه:

على سبيل المثال لا الحصر:

الشيخ محمد بن سبيل (إمام المسجد الحرام).

الشيخ صالح اللحيدان (رئيس مجلس القضاء الأعلى).

الشيخ صالح الفوزان (عضو الإفتاء).

الشيخ حمود التويجري (صاحب المؤلفات المشهورة).

الشيخ صالح الأطرم (عضو هيئة كبار العلماء سابقا).

الشيخ صالح بن غصون (عضو الإفتاء).

الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (مفتي المملكة حاليا).

الشيخ صالح البليهي (صاحب كتاب السلسبيل).

الشيخ عبدالله الدويش (المحدث المشهور).

الشيخ صالح السدلان. وغيرهم كثير.

وفاته:

أصاب الشيخ رحمه الله مرض عُضال آخر عمره (سرطان المعدة)، وأمَرت الحكومة له بالسفر إلى أمريكا مرتين للكشف عليه والعلاج له، ولكن أمر الله غالب، وعاد من المرّة الثانية متعباً.

قال تلميذه الشيخ العبودي: زرتُه في المستشفى في الطائف قبل وفاته بنحو أسبوع، فوجدته يتغذى بالأنبوب وجسمه ضعيف، ولكنه لم يتخلَّ عن عبارات المجاملة التي يسأل بها الرجل،ـ عادة عن صحته وعن عياله وأحوالهم، ثم توفي في الساعة الثالثة بعد ظهر الأربعاء العشرين من ذي القعدة عام ١٤٠٢هـ وصُلي عليه يوم الخميس في المسجد الحرام في مكة المكرمة بعد صلاة العصر، ودُفن في مقبرة العدل.

رحمه الله وجعل ما تحمّله في مرضه من آلام في ميزان حسناته إنه سميع قريب.

نقلت الترجمة من موقع ناصحون على هذا الرابط”:

أعلام معاصرون .. الشيخ “عبد الله بن حميد” رحمه الله

©  جميع الحقوق محفوظه لديوان التراجم @ 1446 هـ